الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
«وقد تمَّ ربط الأخلاق بالدِّين تدريجيًّا، عندما أخَذ الفِكر الإنساني ينظر إلى الكون باعتباره وحدةً مترابطة متكاملة، يَسُودها نظامٌ دقيق يجمع الأجزاءَ إلى بعضها في توازُنٍ مُحكَم، ويرى وراء هذا الكون قدرةً إلهية واحدة غير مجزَّأة، وتجلَّت هذه الرؤية بأوضح أشكالها مع ظهور المعتقَد التوحيدي الذي لا يرى في الوجود سوى الله من جهة، والعالَم من جهة أخرى.»