«ولكن ماذا أردتُ أن أقوله بهذا كله؟ أردتُ أن أقول إن الذين يحلمون بأن تُعاد صورُ الماضي في حياة الإنسان الحاضر إنما هم يُكلِّفون الأشياءَ ضدَّ طبائعها، كمَن يَتطلَّب في الماء جَذوةَ نار (كما قال الشاعر) لأن «التحوُّل» هو طبيعة الأشياء وصميمها، على أن حياة الماضي — كأيِّ شيءٍ آخر — لم تمُت ولن تموت، إلا أنها خيوطٌ تَدخُل مع غيرها على كرِّ الأعوام، في نسيجٍ واحد، فلا الماضي يستطيع البقاءَ بذاته مُحصَّنًا من التغيُّر، ولا الحاضر يستطيع البقاءَ بذاته مُديرًا ظهرَه إلى الماضي.»