بهذه الأبيات التي نظَمها «أحمد رامي» وشَدَت بها «أم كلثوم»، افتتح الدكتور «حسن حنفي» الجزءَ الثاني من سِيرته الذاتية التي اختار لها هذا العنوانَ الأثير «ذكريات»؛ فأبحَر بقاربِ الحنين ومِجداف الشوق إلى الوراء ليستطلِع ذلك العالَم الذي عاشه، والذي شكَّل مَشاعره وفلسفته ومَواقِفه؛ وقدَّم لنا صيدًا ثمينًا وغنيًّا نتعرَّف من خلاله على أهم المحطات الرئيسية والتفاصيل المهمة في حياته؛ فيَصعد بنا من طفولته الغنية بالتفاصيل البِكْر، والنظرةِ الأولى للمألوف، وتجريده من ثوب الاعتيادية الذي يحجب جوهرَه وحقيقته؛ إلى النُّضج الفكري، مع الاحتفاظ بالنظرة الأولى التي مكَّنته من مناقَشة القضايا التراثية والفلسفية الكبرى، والتي أدَّت به إلى المثول أمام القضاء للمُساءلة بشأنها. وما بين المحطتَين يروي الكثير من الذكريات الخاصة والعامة، التي شكَّلت الشخصيةَ التي نعرفها اليوم.